Thursday, December 2, 2010

لكل عمله وجهين




فى ليلة رأس السنة، جلس أمام مكتبه، وأمسك بقلمه وكتب


. فى السنة الماضية، أجريت عملية ازالة المرارة ولازمت الفراش عدة شهور


. وبلغت الستين من العمر فتركت وظيفتى المهمة فى دار النشر الكبرى التى ظللت أعمل بها ثلاثين عاما.

. وتوفى والدى


. ورسب ابنى فى بكالوريوس كلية الطب لتعطله عن الدراسة عدة شهور بسبب اصابته فى حادث سيارة.

وفى نهاية الصفحة كتب: يا لها من سنة سيئة


ودخلت زوجته غرفة مكتبه، ولاحظت شروده، فأقتربت منه، ومن فوق كتفه قرأت ما كتب، فتركت الغرفة بهدوء.
وبعد دقائق عادت وقد أمسكت بيدها ورقة أخرى، وضعتها بهدوء بجوار الورقة التى سبق أن كتبها زوجها .

وتناول الزوج ورقة زوجته وقرأ منها

. فى السنة الماضية، شفيت من الآم المرارة التى عذبتك سنوات طويلة.


. وبلغت الستين وانت فى تمام الصحة وستتفرغ للكتابة والتأليف بعد ان تم التعاقد معك على نشر أكثر من كتاب مهم


. وعاش والدك حتى بلغ الخامسة والثمانين بغير ان يسبب لأحد أى متاعب، وتوفى فى هدوء بغير ان يتألم


. ونجا ابنك من الموت فى حادث السيارة وشفى بغير أيه عاهات او مضاعفات

وختمت الزوجة عبارتها قائلة: يا لها من سنة تغلب فيها حظنا الحسن على حظنا السيئ

Sunday, October 3, 2010

العذاب ليس له طبقه


(من روائع الدكتور مصطفى محمود رحمه الله)

الذي يسكن في أعماق الصحراء يشكو مر الشكوى لأنه لا يجد الماء الصالح للشرب.
و ساكن الزمالك الذي يجد الماء و النور و السخان و التكييف و التليفون و التليفيزيون لو استمعت إليه لوجدته يشكو مر الشكوى هو الآخر من سوء الهضم و السكر و الضغط
و المليونير ساكن باريس الذي يجد كل ما يحلم به، يشكو الكآبة و الخوف من الأماكن المغلقة و الوسواس و الأرق و القلق.
و الذي أعطاه الله الصحة و المال و الزوجة الجميلة يشك في زوجته الجميلة و لا يعرف طعم الراحة.
و الرجل الناجح المشهور النجم الذي حالفه الحظ في كل شيء و انتصر في كل معركة لم يستطع أن ينتصر على ضعفه و خضوعه للمخدر فأدمن الكوكايين و انتهى إلى الدمار
و الملك الذي يملك الأقدار و المصائر و الرقاب تراه عبدا لشهوته خادما لأطماعه ذليلا لنزواته.
و بطل المصارعة أصابه تضخم في القلب نتيجة تضخم في العضلات.
كلنا نخرج من الدنيا بحظوظ متقاربة برغم ما يبدو في الظاهر من بعد الفوارق.
و برغم غنى الأغنياء و فقر الفقراء فمحصولهم النهائي من السعادة و الشقاء الدنيوي متقارب.
فالله يأخذ بقدر ما يعطي و يعوض بقدر ما يحرم و ييسر بقدر ما يعسر.. و لو دخل كل منا قلب الآخر لأشفق عليه و لرأى عدل الموازين الباطنية برغم اختلال الموازين الظاهرية.. و لما شعر بحسد و لا بحقد و لا بزهو و لا بغرور.
إنما هذه القصور و الجواهر و الحلي و اللآلئ مجرد ديكور خارجي من ورق اللعب.. و في داخل القلوب التي ترقد فيها تسكن الحسرات و الآهات الملتاعة.
و الحاسدون و الحاقدون و المغترون و الفرحون مخدوعون في الظواهر غافلون عن الحقائق.
و لو أدرك السارق هذا الإدراك لما سرق و لو أدركه القاتل لما قتل و لو عرفه الكذاب لما كذب.
و لو علمناه حق العلم لطلبنا الدنيا بعزة الأنفس و لسعينا في العيش بالضمير و لتعاشرنا بالفضيلة فلا غالب في الدنيا و لا مغلوب في الحقيقة . والحظوظ كما قلنا متقاربة في باطن الأمر و محصولنا من الشقاء و السعادة متقارب برغم الفوارق الظاهرة بين الطبقات.. فالعذاب ليس له طبقة و إنما هو قاسم مشترك بين الكل.. يتجرع منه كل واحد كأسا وافية ثم في النهاية تتساوى الكؤوس برغم اختلاف المناظر و تباين الدرجات و الهيئات
و ليس اختلاف نفوسنا هو اختلاف سعادة و شقاء و إنما اختلاف مواقف.. فهناك نفس تعلو على شقائها و تتجاوزه و ترى فيه الحكمة و العبرة و تلك نفوس مستنيرة ترى العدل و الجمال في كل شيء و تحب الخالق في كل أفعاله.. و هناك نفوس تمضغ شقاءها و تجتره و تحوله إلى حقد أسود و حسد أكال.. و تلك هي النفوس المظلمة الكافرة بخالقها المتمردة على أفعاله.
و كل نفس تمهد بموقفها لمصيرها النهائي في العالم الآخر.. حيث يكون الشقاء الحقيقي.. أو السعادة الحقيقية.. فأهل الرضا إلى النعيم و أهل الحقد إلى الجحيم.
أما الدنيا فليس فيها نعيم و لا جحيم إلا بحكم الظاهر فقط بينما في الحقيقة تتساوى الكؤوس التي يتجرعها الكل.. و الكل في تعب.
إنما الدنيا امتحان لإبراز المواقف.. فما اختلفت النفوس إلا بمواقفها و ما تفاضلت إلا بمواقفها.
و ليس بالشقاء و النعيم اختلفت و لا بالحظوظ المتفاوتة تفاضلت و لا بما يبدو على الوجوه من ضحك و بكاء تنوعت.
فذلك هو المسرح الظاهر الخادع.
و تلك هي لبسة الديكور و الثياب التنكرية التي يرتديها الأبطال حيث يبدو أحدنا ملكا والآخر صعلوكا و حيث يتفاوت أمامنا المتخم و المحروم.
أما وراء الكواليس.
أما على مسرح القلوب.
أما في كوامن الأسرار و على مسرح الحق و الحقيقة..
فلا يوجد ظالم و لا مظلوم و لا متخم و لا محروم.. و إنما عدل مطلق و استحقاق نزيه يجري على سنن ثابتة لا تتخلف حيث يمد الله يد السلوى الخفية
يحنو بها على المحروم
و ينير بها ضمائر العميان
و يلاطف أهل المسكنة
و يؤنس الأيتام و المتوحدين في الخلوات
و يعوض الصابرين حلاوة في قلوبهم..
ثم يميل بيد القبض و الخفض
فيطمس على بصائر المترفين
و يوهن قلوب المتخمين
و يؤرق عيون الظالمين
و يرهل أبدان المسرفين..
و تلك هي الرياح الخفية المنذرة التي تهب من الجحيم و النسمات المبشرة التي تأتي من الجنة.. و المقدمات التي تسبق اليوم الموعود.. يوم تنكشف الأستار و تهتك الحجب و تفترق المصائر إلى شقاء حق و إلى نعيم حق.. يوم لا تنفع معذرة.. و لا تجدي تذكرة.
و أهل الحكمة في راحة لأنهم أدركوا هذا بعقولهم
و أهل الله في راحة لأنهم أسلموا إلى الله في ثقة و قبلوا ما يجريه عليهم و رأوا في أفعاله عدلا مطلقا
دون ان يتعبوا عقولهم فأراحو عقولهم أيضا،
فجمعوا لأنفسهم بين الراحتين راحة القلب و راحة العقل فأثمرت الراحتان راحة ثالثة هي راحة البدن..
بينما شقى أصحاب العقول بمجادلاتهم.
أما أهل الغفلة و هم الأغلبية الغالبة فمازالوا
يقتل بعضهم بعضا من أجل اللقمة و المرأة و الدرهم و فدان الأرض،
ثم لا يجمعون شيئا إلا
مزيدا من الهموم
و أحمالا من الخطايا
و ظمأً لا يرتوي
و جوعا لا يشبع.
فانظر من أي طائفة من هؤلاء أنت.. و اغلق عليك بابك و ابك على خطيئتك




Thursday, August 5, 2010

تشرب بيره و لا ويسكى يا شيخ



بقلم د. مصطفى محمود - رحمه الله


ماذا تفعل لو زارك ضيف متدين فى بيتك؟ ..ربما لا تكون أنت متدينا بالمعنى المتعارف عليه فى مجتمعنا...ربما تكون غير ملتزم بالصلاة فى المسجد..أو صيام النوافل..بل ربما لاتكون لك أية علاقة بالدين على الإطلاق وربما لم تصم أو تصل منذ سنوات...بل ربما تكون لك ديانة أخري غير ديانة هذا الضيف المتدين و لك رؤية أخرى فى الحياة قد تتعارض مع منهج حياة هذا الضيف

كل هذا لا يهم!..لأن ذلك لن يثنيك عن إكرام الضيف ومحاولة عدم جرح مشاعره أو معتقداته، على الأقل فى الفترة التى سيزورك فيها..ستحاول أن تجعل زيارته سهلة عليه وعليك وستحاول أن تبحث عن أرضية مشتركة للحديث وقضاء الوقت معه

لا يهم كم المشاكل التى تعكر صفو حياتك فكل الضغوط النفسية لن تمنعك أن تبتسم فى وجهه...ولا يهم حجم الديون التى ربما تكون غارقا فيها فهى لن تمنعك من تقديم واجب الضيافة و لو بكوب من الشاي...المحصلة أنك ستقدم للضيف ما يرضيه هو..من وجهة نظره هو و ليس ما يرضيك أنت...و حتى إذا كنت لا تريد أن تكرمه فأضعف الإيمان أن لا تؤذي مشاعره بأشياء تتعارض مع قيمه ومبادئه حتى إذا كنت لا تشاركه هذه القيم...فإكرام الضيف واجب

الغير معقول و الذي قد تعتقد أنه جنون هو موقف أحد أصدقائي الغير متدينين حين زاره شيخ متدين فى بيته ... فما أن دخل ذلك الشيخ بيت صديقي حتى قام صديقي و قال للشيخ : "سأثبت لك أنى احتفل بقدومك وزيارتك الطاهرة .. فقط أعطني دقيقة" ..إبتسم الشيخ الأسمر الذي يشع وجهه نورا وقد جلس فى غرفة الضيوف مسبحاً ... ولكن ابتسامة الشيخ الرقيقة ما لبثت أن تحولت لفم مفتوح (على البحري) من الذهول ... فلقد رأى صديقي يدخل عليه وفى يده زجاجة من الخمر ويحمل على كتفه سماعات ضخمة تخرج منها موسيقى صاخبة لفرقة من فرق عبدة الشيطان .. ووقف صديقي فى منتصف الغرفة يرقص احتفالا بزيارة الشيخ ثم مال على الشيخ قائلا : (هلت) أنوارك...تشرب بيرة ولا ويسكي يا شيخ إن شاء الله؟

الشيخ هو شهر رمضان وصديقي الغير متدين هو الإعلام العربي الذي نحسن به الظن معتبرين أنه أراد أن يحتفل بقدوم شهر رمضان المبارك (بغشامة) فوضعنا جميعا فى موقف لا نحسد عليه

:ملحوظة
الكلام ده كتبه مصطفى محمود أيام ماكان "الإعلام العربي" عبارة عن القناة الأولى المصرية ! ..طب لو كان عايش بيننا دلوقتي كان كتب إيه؟؟

Friday, May 28, 2010

المرأة و المحمول



أوجه التشابه بين شيئين
المرأة والمحمول


الأثنان يسببا الصداع للرأس
موديلاتهما كثيرة ومغرية
فواتيرهما عديدة ومكلفة
دائماً يرنان ويزنان
كثيرا الكلام
الجيل الأحدث من كل منهما أجمل لكنه أغلى
ذاكرة الأثنين قوية جداً

ولكن يوجد خاصيتان متوفرتان في الجوال دون المرأة وهما


يمكنك أن تضع الجوال على الصامت
لكن المرأة : لا لا لا
من الممكن أن تنتهي بطارية الجوال
لكن المرأة : لا لا لا

Wednesday, April 28, 2010

الغربه - منقول



مهما طالت سنين الغربة بالمغتربين، فإنهم يظلون يعتقدون أن غربتهم عن أوطانهم مؤقتة، ولا بد من العودة إلى مرابع

الصبا والشباب يوماً ما للاستمتاع بالحياة، وكأنما أعوام الغربة جملة اعتراضية لا محل لها من الإعراب

لاشك أنه شعور وطني جميل، لكنه أقرب إلى الكذب على النفس وتعليلها بالآمال الزائفة منه إلى الحقيقة.
فكم من المغتربين قضوا نحبهم في بلاد الغربة وهم يرنون للعودة إلى قراهم وبلداتهم القديمة
حتى غزا الشيب رأسه دون أن يعود في النهاية، ودون أن يستمتع بحياة الاغتراب
وكم منهم ظل يؤجل العودة إلى مسقط الرأس

وكم منهم قاسى وعانى الأمرّين، وحرم نفسه من ملذات الحياة خارج الوطن كي يوفر الدريهمات التي جمعها كي يتمتع بها بعد العودة إلى دياره، ثم طالت به الغربة وانقضت السنون، وهو مستمر في تقتيره ومعاناته وانتظاره، على أمل التمتع مستقبلاً في ربوع الوطن، كما لو أنه قادر على تعويض الزمان

وكم من المغتربين عادوا فعلاً بعد طول غياب، لكن لا ليستمتعوا بما جنوه من أرزاق في ديار الغربة، بل لينتقلوا إلى رحمة ربهم بعد عودتهم إلى بلادهم بقليل، وكأن الموت كان ذلك المستقبل الذي كانوا يرنون إليه
لقد رهنوا القسم الأكبر من حياتهم لمستقبل ربما يأتي، وربما لا يأتي أبداً، وهو الاحتمال الارجح

لقد عرفت أناساً كثيرين تركوا بلدانهم وشدوا الرحال إلى بلاد الغربة لتحسين أحوالهم المعيشية.
وكم كنت أتعجب من أولئك الذين كانوا يعيشون عيشة البؤساء لسنوات وسنوات بعيداً عن أوطانهم، رغم يسر الحال نسبياً، وذلك بحجة أن الأموال التي جمعوها في بلدان الاغتراب يجب أن لا تمسها الأيدي لأنها مرصودة للعيش والاستمتاع في الوطن

لقد شاهدت أشخاصاً يعيشون في بيوت معدمة، ولو سألتهم لماذا لا يغيرون أثاث المنزل المهترئ فأجابوك بأننا مغتربون، وهذا البلد ليس بلدنا، فلماذا نضيّع فيه فلوسنا، وكأنهم سيعيشون أكثر من عمر وأكثر من حياة
ولا يقتصر الأمر على المغتربين البسطاء، بل يطال أيضاً الأغنياء منهم

.
فكم أضحكني أحد الأثرياء قبل فترة عندما قال إنه لا يستمتع كثيراً بفيلته الفخمة وحديقته الغنــّاء في بلاد الغربة، رغم أنها قطعة من الجنة، والسبب هو أنه يوفر بهجته واستمتاعه للفيلا والحديقة اللتين سيبنيهما في بلده بعد العودة، على مبدأ أن المــُلك الذي ليس في بلدك لا هو لك ولا لولدك
وقد عرفت مغترباً أمضى زهرة شبابه في أمريكا اللاتينية، ولما عاد إلى الوطن بنا قصراً منيفاً، لكنه فارق الحياة قبل أن ينتهي تأثيث القصر بيوم


كم يذكــّرني بعض المغتربين الذين يؤجلون سعادتم إلى المستقبل، كم يذكــّرونني بسذاجتي أيام الصغر، فذات مرة كنت استمع إلى أغنية كنا نحبها كثيرا أنا وأخوتي في ذلك الوقت، فلما سمعتها في الراديو ذات يوم، قمت على الفور بإطفاء الراديو حتى يأتي أشقائي ويستمعون معي إليها، ظناً مني أن الأغنية ستبقى تنتظرنا داخل الراديو حتى نفتحه ثانية
ولما عاد أخي أسرعت إلى المذياع كي نسمع الأغنية سوية، فإذا بنشرة أخبار

إن حال الكثير من المغتربين أشبه بحال ذلك المخلوق الذي وضعوا له على عرنين أنفه شيئاً من دسم الزبدة، فتصور أن رائحة الزبدة تأتي إليه من بعيد أمامه، فأخذ يسعى إلى مصدرها، وهو غير مدرك أنها تفوح من رأس أنفه، فيتوه في تجواله وتفتيشه، لأنه يتقصى عن شيء لا وجود له في العالم الخارجي، بل هو قريب منه

وهكذا حال المغتربين الذين يهرولون باتجاه المستقبل الذي ينتظرهم في أرض الوطن، فيتصورون أن السعادة هي أمامهم وليس حولهم

كم كان المفكر والمؤرخ البريطاني الشهير توماس كارلايل مصيباً عندما قال : " لا يصح أبداً أن ننشغل بما يقع بعيداً عن نظرنا وعن متناول أيدينا، بل يجب أن نهتم فقط بما هو موجود بين أيدينا بالفعل

لقد كان السير ويليام أوسلير ينصح طلابه بأن يضغطوا في رؤوسهم على زر يقوم بإغلاق باب المستقبل بإحكام، على اعتبار أن الأيام الآتية لم تولد بعد، فلماذا تشغل نفسك بها وبهمومها

إن المستقبل، حسب رأيه، هو اليوم، فليس هناك غد، وخلاص الإنسان هو الآن، الحاضر، لهذا كان ينصح طلابه بأن يدعوا الله كي يرزقهم خبز يومهم هذا. فخبز اليوم هو الخبز الوحيد الذي بوسعك تناوله

أما الشاعر الروماني هوراس فكان يقول قبل ثلاثين عاماً قبل الميلاد:"سعيد وحده ذلك الإنسان الذي يحيا يومه ويمكنه القول بثقة: أيها الغد فلتفعل ما يحلو لك، فقد عشت يومي

إن من أكثر الأشياء مدعاة للرثاء في الطبيعة الإنسانية أننا جميعاً نميل أحياناً للتوقف عن الحياة، ونحلم بامتلاك حديقة ورود سحرية في المستقبل – بدلاً من الاستمتاع بالزهور المتفتحة وراء نوافذنا اليوم. لماذا نكون حمقى هكذا، يتساءل ديل كارنيغي؟ أوليس الحياة في نسيج كل يوم وكل ساعة ؟

إن حال بعض المغتربين لأشبه بحال ذلك المتقاعد الذي كان يؤجل الكثير من مشاريعه حتى التقاعد. وعندما يحين التقاعد ينظر إلى حياته، فإذا بها وقد افتقدها تماماً وولت وانتهت.

إن معظم الناس يندمون على ما فاتهم ويقلقون على ما يخبئه لهم المستقبل، وذلك بدلاً من الاهتمام بالحاضر والعيش فيه


ويقول دانتي في هذا السياق :"فكــّر في أن هذا اليوم الذي تحياه لن يأتي مرة أخرى. إن الحياة تنقضي وتمر بسرعة مذهلة. إننا في سباق مع الزمن. إن اليوم ملكنا وهو ملكية غالية جداً. إنها الملكية الوحيدة الأكيدة بالنسبة لنا

لقد نظم الأديب الهندي الشهير كاليداسا قصيدة يجب على كل المغتربين وضعها على حيطان منازلهم

تقول القصيدة : “تحية للفجر، انظر لهذا اليوم ! إنه الحياة، إنه روح الحياة في زمنه القصير. كل الحقائق الخاصة بوجود الإنسان: سعادة التقدم في العمر، مجد الموقف، روعة الجمال. إن الأمس هو مجرد حلم انقضى، والغد هو مجرد رؤيا، لكن إذا عشنا يومنا بصورة جيدة، فسوف نجعل من الأمس رؤيا للسعادة، وكل غد رؤيا مليئة بالأمل. فلتول اليوم اهتمامك إذن، فهكذا تؤدي تحية الفجر



لمَ لا يسأل المغتربون عن أوطانهم السؤال التالي ويجيبون عليه، لعلهم يغيرون نظرتهم إلى الحياة في الغربة

هل أقوم بتأجيل الحياة في بلاد الاغتراب من أجل الاستمتاع بمستقبل هـُلامي في بلادي، أو من أجل التشوق إلى حديقة زهور سحرية في الأفق البعيد؟

كم أجد نفسي مجبراً الى أن أردد مع عمر الخيام في رائعته

لا تشغل البال بماضي الزمان ولا بآتي العيش قبل الأوان

واغنم من الحاضر لذاته فليس في طبع الليالي الأمان

Monday, April 12, 2010

دورة المال




السماء تمطر على شاطئ ما في بلدة صغيرة تبدو مهجورة تماما. فهي مثل غيرها من المدن تمر بظروف إقتصادية صعبة والجميع غارق في الديون، ويعيش على السلف.

فجأة ، يأتي رجل سائح غني إلى المدينة و يدخل الفندق ويضع 100 دولارًا على كاونتر الاستقبال، ويذهب لتفقد الغرف في الطابق العلوي من أجل اختيار غرفة مناسبة.

في هذه الأثناء يستغل موظف الإستقبال الفرصة ويأخذ المئة دولار ويذهب مسرعًا للجزار ليدفع دينه.

الجزار يفرح بهذه الدولارات ويسرع بها لتاجر الماشية ليدفع باقي مستحقاته عليه.

تاجر الماشية بدوره يأخذ المئة دولار ويذهب بها إلى تاجر العلف لتسديد دينه .

وتاجر العلف يذهب لعاهرة المدينة لتسديد ما عليه من متسحقات متأخرة. غني عن الذكر أنها هي أيضا أصبحت تعرض خدماتها عن طريق السلف نسبة إلى الظروف الإقتصادية الصعبة.

وعاهرة المدينة تركض مسرعة لفندق المدينة والتي تستأجر فيه الغرف الخاصة لخدمة زبائنها وتعطي لموظف الإستقبال المئة دولار.

موظف الإستقبال يضع المئة دولار مرة أخرى مكانها على الكاونتر قبل نزول السائح الثري من جولته التفقدية.

ينزل السائح والذي لم يعجبه مستوى الغرف ويقرر أخذ المئة دولار ويرحل عن المدينة ولا أحد من سكان المدينة كسب أي شيء.

وهكذا ، تدار الأعمالها التجارية هذه الأيام

Friday, March 26, 2010

Do You Really Care?





دعايه سيارات
BMW
المستعمله
يعنى سكند هاند لا مؤاخذه طبعا الصوره تلوح و مكتوب ايه بقى ده بيت القصيد

You know you are not the first
But do you really care

Tuesday, March 9, 2010

معادلات رياضيه





المعادلة الأولى
الإنسان = أكل + نوم + عمل + متعة
الحمار = أكل + نوم

عليه:
الإنسان = حمار + عمل + متعة

الإنسان – متعة = حمار + عمل

وبصيغة أخرى
الأنسان الذي لا يعرف كيف يتمتع بالحياة يساوي حمار يعمل

المعادلة الثانية
الرجل = أكل + نوم + كسب المال
الحمار= أكل + نوم
عليه فان:
الرجل = حمار + كسب المال
الرجل – كسب المال = حمار

وبصيغة أخرى
الرجل الذي لا يكسب مالا يساوي حمار

المعادلة الثالثة
المرأة = أكل + نوم + صرف المال
الحمار= أكل + نوم
عليه فان:
المرأة = حمار + صرف المال
المرأة – صرف المال = حمار

وبصيغة أخرى
المرأة التي لا تصرف تساوي حمار

الاستنتاج من المعادلتين الثانية و الثالثة
الرجل يكسب المال حتى لا يدع المرأة تصبح حمار و المرأة تصرف المال لكي لا تدع الرجل يصبح حمارا
و مما تقدم نتوصل للمعادلة التالية :

الرجل + المرأة = حمار + كسب المال + حمار + صرف المال
و بحذف كسب و صرف المال من المعادلة توصلنا إلى الحقيقة التالية

الرجل + المرأة = حمارين يعيشان بسعادة مع بعضهما البعض

Tuesday, February 23, 2010

Happy Life


Five Rules For MEN To Follow To A Happy Life:

1. It's important to have a woman, who helps at home, cooks and cleans up.

2. It's important to have a woman who can make you laugh & Happy.

3. It's important to have a woman, who you can trust and who doesn't lie to you.

4.
It's important to have a woman, who loves to be with u & satisfy you in Sex .

5. It's very, very important that these four women never know about each other.

Friday, February 19, 2010

السقف


الخبر ده كان فى احدى جرايد ابوظبى و بعدين حسيت انه له علاقه بالبوست بتاعلى اللى فات بخصوص اسقف الطموحات و الاحلام
بالبلدى كده ادى السقف و لا بلاش فيما يلى الخبر كما قراته
المال قد لا يشتري الحب، لكنه يبتاع للعشاق ليلة من الرفاهية او اسبوعا من الاحلام الجامحة في فنادق الامارات الفارهة التي تقدم عروضا استثنائية لعيد الحب يمكن ان تصل كلفتها الى مليون دولار اميركي.
وأعلن قصر الامارات، فندق السبع نجوم في ابوظبي، عن عرض خاص يقدمه بمناسبة عيد الحب هو كناية عن اقامة لشخصين طوال اسبوع في ارقى اجنحة الفندق في مقابل مليون دولار اميركي.
هذا العرض الاسطوري الذي أعلنت عنه ادارة الفندق ويستمر حتى نهاية 2010، يتضمن سلسلة من النشاطات والهدايا الملفتة ابرزها تصميم ازياء خاصة بالنزلاء المحظوظين تحمل توقيع دار كريستيان ديور الباريسي وتركيب عطر خاص يحمل اسم النزلاء.
ويخصص الفندق الذي بني على ضفاف الخليج ويعد من الافخم في العالم، موظفين لكل زوجين يهتمون بأدق تفاصيل اقامتهما من السهر على راحتهما داخل الغرفة وصولا الى تنظيم جدول زياراتهما في سيارة فخمة من طراز «مايباخ» ستكون تحت تصرفهما طول مدة الاقامة.
وسيحظى العشاق الاثرياء ايضا بعشاء رومانسي في ضوء النجوم وعشاء رومانسي آخر على مركب شراعي في البحر.
ويمكن للنزلاء ان يقوموا بجولة شراعية في الخليج، ويمكنهم الاستفادة من جولة بمروحية فوق محميات للحياة البرية في الجزر المتناثرة قبالة سواحل امارة ابوظبي وفوق الكثبان الرملية في الربع الخالي.
وسيحصلون ايضا على تذاكر الطائرة في الدرجة الاولى وعلى فرصة للتعرف على الصيد بالصقور ومراقبة الطيور المهاجرة في الصحراء.
وذكرت معلومات نشرت في الصحف المحلية ان رجل اعمال روسياً اعرب عن رغبته في الحصول على العرض الخاص في قصر الامارات من دون الكشف عن هويته
.

Saturday, February 13, 2010

عكس التعاسه؟




يقال ان أفضل تعريف للتعاسة هو أنها تمثل الفجوة بين قدراتنا وتوقعاتنا
اننا نعيش في هذه الحياة بعقلية السنجاب

فالسناجب تفتقر إلى القدرة على التنظيم رغم نشاطها وحيويتها
فهي تقضي عمرها في قطف وتخزين ثمار البندق بكميات أكبر بكثير من قدر حاجتها.

فإلى متى نبقى نجري لاهثين نجمع ونجمع ولا نكتفي

ولا نضع سقفا لطموحاتنا يتناسب مع قدراتنا؟؟

إن نملك اروع النِعم ، فهي قريبة هنا في ايدينا، نستطيع معها أن نعيش أجمل
اللحظات مع احبابنا ومع الكون من حولنا ؟؟

Monday, February 1, 2010

المرأه و القهوه - اقتباس


المرأة كالقهوة والقهوة كالمرأة ..
بعضنا يحبها حلوة ... وبعضنا يحبها مُرّة
بعضنا يحبها خفيفة ... وبعضنا يحبها ثقيلة
بعضنا يحبها وسط ... وبعضنا يحبها عالريحة
البعض يحبها مغلية ... والبعض يحبها مزبوطة
آخر يحبها رائقة ... وآخر يحبها وعلى وجهها قشوه
واحد يحبها ساخنة ... والثاني يحبها فاترة
الثالث يشربها شفة شفة ... والرابع يشربها شفطاً
الخامس تسمع صوته وهو يشفها ... والسادس يذوقها على الساكت
ناس يشربونها بفنجان كبير ... وناس يشربونها بفنجان صغير
ناس يمسكون الفنجان من وسطه ... وناس يمسكونه من أذنه
ناس يشربون الفنجان كاملاً ... وناس لا يشربون إلاّ نصف الفنجان
ناس يشربون القهوة ويكتفون ... وناس يحملونها معهم في الترموس
ناس يشربونها في كل مكان ... وناس لا يشربونها إلاّ في بيوتهم
رجل يحب القهوة إفرنجية ... ورجل يحبها عربية
رجل يحبها نسكافيه ... وآخر يحبها كافي وبس
واحد يحبها مع حب الهيل ... وآخر يحبها كلها حب هيل ... والباقي لا حب ولا هيل
الدنيا أمزجة .....


هناك من لا يشرب القهوة إلاّ إذا عرف نوع البن ...
هناك من يشربها كيفما كان البن
هناك من يبحث في البن عن ماركته العالمية ... وهناك من لا يهمه من البن إلاّ نكهته الأصلية
هناك من يشتري البن ليحمصه على يده ... وهناك من يشتريه مطحوناً خالصاً
هناك من يشتري كيس البن مقفلاً ... وهناك من يشتري كيس البن مفتوحاً


وبعد أن يشربوا القهوة ينقسمون إلى قسمين ...
قسم يهوى قراءة الفنجان ليعرف الأسرار ويفك الرموز ،
وقسم يضحك على القارئين...
لأن رواسب القهوة مثل بعض النساء لغز لا سبيل إلى حله أبداً أبداً ،
هناك نساء يدّعِين معرفتهن بقراءة الفنجان !!!
... لأنه لا يفهم المرأة إلاّ المرأة ...
ولا تنسى أنه وبرغم محبتنا للقهوة
لا بد أن نفهم أن الإفراط في كل شيء ضار إلاّ في الحب ...
فالإنسان كلما أفرط فيه أحس بجمال الدنيا وروعة العمر وخفايا نفسه ...


الذين يشربون القهوة شفطاً هم الناس العاديين الذين لا يُحْسِنون الاستمتاع بلذة الأشياء ...
أما الذين يشربونها شفة شفة فهم الفنانون الملهمون المقدرون لعظمة البن
الناس يسمعون صوتك و انت تشرب القهوه عندما تكون صغيراً
... أما الكبير فلا يسمع حفيف فمه إلاّ الفنجان وحده
تُمسك بالفنجان من وسطه و لا تمسك به من أذنه ؟
فالفنجان كالزئبق الذي إذا تركته في راحتك استقر في يدك ،
أما إذا ضغطت عليه تسلل من بين أصابعك
القهوة هي المرأة والمرأة هي الحب والحب هو المرأةوكلاهما كافيين الحياة ولذة الوجود

Sunday, January 31, 2010

Friday, January 29, 2010

مصر و الجزائر و الغربه


انتهت مباراه مصر و الجزائر اليوم بفوز ساحق اربعه اهداف بدون مقابل تابعت المباره مثل كثير من المباريات السابقه لكن الفارق ان الانتصار له طعم اجمل و احلى فى الغربه يجعلك تتذكر كل ما هو جميل فى مصر و تشعر بالفخر و الاعتزاز بانك مصرى و هذا طبيعى للوهله الاولى لكن بعد زوال السكره تاتى الفكره هل لا يوجد ما يجعلنا نعتز بمصريتنا غير مباريات الكره

اعتقد بلاش فلسفه و مفيش داعى الواحد ينكد على نفسه فى ليله زى دى و ماله كوره كوره اى حاجه تفرحنا و تبسطنا و لا احنا غاوين نكد زى التمثليات العربى بتاعت الابيض و الاسود عندما يضحك الممثلون يقولون اللهم اجعله خير

Tuesday, January 26, 2010

نظرية القطار





إذا مرَّ القطار وسمعت جلبة لإحدى عرباته فاعلم أنها فارغة، وإذا سمعت تاجراً يحرّج على بضاعته وينادي عليها فاعلم أنها كاسدة
إن كل فارغ من البشر والأشياء له جلبة وصوت وصراخ، أما العاملون المثابرون فهم في سكون ووقار؛ لأنهم مشغولون ببناء صروح المجد وإقامة هياكل النجاح

السيف يقص العظام وهو صامت، والطبل يملأ الفضاء وهو أجوف، إن علينا أن نصلح أنفسنا ونتقن أعمالنا، وليس علينا حساب الناس والرقابة على أفكارهم والحكم على ضمائرهم، الله يحاسبهم والله وحده يعلم سرّهم وعلانيتهم، ولو كنا راشدين بدرجة كافية لما أصبح عندنا فراغ في الوقت نذهبه في كسر عظام الناس ونشر غسيلهم وتمزيق أكفانهم
التافهون وحدهم هم المنشغلون بالناس كالذباب يبحث عن الجرح، أما الخيّرون فأعمالهم الجليلة أشغلتهم عن توافه الأمور كالنحل مشغول برحيق الزهر يحوّله عسلاً فيه شفاء للناس، إن الخيول المضمرة عند السباق لا تنصت لأصوات الجمهور، لأنها لو فعلت ذلك لفشلت في سباقها وخسرت فوزها

وفي كتب الأدب أن شاباً خاملاً فاشلاً قال لأبيه: يا أبي أنا لا يمدحني أحد ولا يسبني أحد مثل فلان فما السبب؟ فقال أبوه: لأنك ثور في شكل إنسان، إن الفارغ البليد يجد لذة في تحطيم أعمال الناس ويحس بمتعة في تمريغ كرامة الرّواد، لأنه عجز عن مجاراتهم ففرح بتهميش إبداعهم، ولهذا تجد العامل المثابر النشيط منغمساً في إتقان عمله وتجويد إنتاجه ليس عنده وقت لتشريح جثث الآخرين ولا بعثرة قبورهم، فهو منهمك في بناء مجده ونسج ثياب فضله