Tuesday, January 26, 2010

نظرية القطار





إذا مرَّ القطار وسمعت جلبة لإحدى عرباته فاعلم أنها فارغة، وإذا سمعت تاجراً يحرّج على بضاعته وينادي عليها فاعلم أنها كاسدة
إن كل فارغ من البشر والأشياء له جلبة وصوت وصراخ، أما العاملون المثابرون فهم في سكون ووقار؛ لأنهم مشغولون ببناء صروح المجد وإقامة هياكل النجاح

السيف يقص العظام وهو صامت، والطبل يملأ الفضاء وهو أجوف، إن علينا أن نصلح أنفسنا ونتقن أعمالنا، وليس علينا حساب الناس والرقابة على أفكارهم والحكم على ضمائرهم، الله يحاسبهم والله وحده يعلم سرّهم وعلانيتهم، ولو كنا راشدين بدرجة كافية لما أصبح عندنا فراغ في الوقت نذهبه في كسر عظام الناس ونشر غسيلهم وتمزيق أكفانهم
التافهون وحدهم هم المنشغلون بالناس كالذباب يبحث عن الجرح، أما الخيّرون فأعمالهم الجليلة أشغلتهم عن توافه الأمور كالنحل مشغول برحيق الزهر يحوّله عسلاً فيه شفاء للناس، إن الخيول المضمرة عند السباق لا تنصت لأصوات الجمهور، لأنها لو فعلت ذلك لفشلت في سباقها وخسرت فوزها

وفي كتب الأدب أن شاباً خاملاً فاشلاً قال لأبيه: يا أبي أنا لا يمدحني أحد ولا يسبني أحد مثل فلان فما السبب؟ فقال أبوه: لأنك ثور في شكل إنسان، إن الفارغ البليد يجد لذة في تحطيم أعمال الناس ويحس بمتعة في تمريغ كرامة الرّواد، لأنه عجز عن مجاراتهم ففرح بتهميش إبداعهم، ولهذا تجد العامل المثابر النشيط منغمساً في إتقان عمله وتجويد إنتاجه ليس عنده وقت لتشريح جثث الآخرين ولا بعثرة قبورهم، فهو منهمك في بناء مجده ونسج ثياب فضله

3 comments:

Unknown said...

فعلاً المنشغل بعمله
لا وقت لديه للكلام
فى الفارغ من الأمور
بل العمل الشاق اولاً
ثم الراحة من هذا
العمل الشاق

FOrty said...

norahaty
اكيد بس المشكله انه احيانا الكلام لابد منه لتسويق العمل الجاد يعنى شويه دعايه و اعلان برضه متضرش مه الشغل
تحياتى

Unknown said...

الأعلان عن العمل
أصبح اساسيا
لترويج
المنتج وليس للبضاعة
ولكن للأنسان ايضاً بمعنى
قديماً قالوا(دعونا نعمل فى صمت
للأسف إن أتبعت هذه المقولة الأن فلن تحصل على تقدير لعملك :اعلم ستحصل عليه من الله سبحانه وتعالى ولكننا
بشر نحيا فى هذه الدنيا ونحتاج
تقدير الأخريين ايضاً